لعل هذا الكتاب هو الأول من نوعه في علم السياسة؛ إذ لم يسبق لباحث أن قدم دراسة من هذا النوع، فحقق البحث غايته المرجوة في كشف القوانين الموضوعية لعلم السياسة؛ بإقامته على قواعد علمية سليمة ليظهر علماً حقيقياً كواحد من أنواع العلوم وقد بذل فيه المؤلف وسعه لنقل علم السياسة من العلوم الإنسانية إلى العلوم التجريبية، ومن الفضاء النظري إلى المجال التقني التطبيقي، وذلك باعتماد معادلتين جديدتين في علم الرياضيات تحكمان عالم السياسة، إضافة إلى وضع قانون الاستقرار السياسي الأساسي، وقانون تنازع الوقائع، وبذلك فإن المؤلف هو أول من قام بهذه العملية في علم السياسة، ومن المرجح أن تكون هذه الدراسة واحدة من أبرز الإنجازات العلمية في التاريخ السياسي الحديث كما اكتشف أنه في علم السياسة؛ لا بد من صياغة قوانين مادية ذات تأثير حسي صياغة رياضية تظهر عبر معادلات علمية.. إضافة إلى جملة إحداثيات تتحرك فيها الواقعة السياسية أسوة بحركة الجسم المادي في الفضاء الفيزيائي الذي يخضع لجملة إحداثيات إقليدس ولعل المؤلف من خلال هذه الدراسات قد وطأ السبل للباحثين في كشف المزيد من القوانين السياسية المادية التي تحكم وتنظم عالم السياسة، إذ تتجلى مقاصد هذا الكشف العلمي في ضبط حركة الوقائع السياسية، وتوقع الأحداث والطوارئ قبل وقوعها، لنشر السلم والاستقرار السياسي الدولي، واجتناب الحروب ودرء الفتن والاضطراب، وإنهاء الأزمات السياسية فعسى أن يكون هذا العمل فتحاً مبيناً في علم السياسة كما كان عمل إسحاق نيوتن فتحاً مبيناً في عالم الطبيعة حين وضع معادلة الجاذبية، ثم جاءت الكشوف تترى من بعده