تاريخ الإدارة وبنى الدولة في الإسلام أقام رسول الله مع المسلمين في مكة ثلاث عشرة سنة، من غير أن يقيم إدارة أو هياكل عامة، واقتصر عمله فيها على إقامة جماعة مسلمة داخل مجتمع مكة، حيث كانت الأنساق الاجتماعية التاريخية التقليدية مستولية على المجتمع الفرشي، ومهيمنة على النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي ومالكة للنظام الإداري البدائي فيها. فقد كان سادة وسروات القبائل والأحياء في قريش، تقوم على حكم مكة من دار الندوة التي كانت دار الإدارة والحكم، في نظام حكم فريد ومباين الأنظمة الحكم والإدارة في ممالك وإمبراطوريات ذلك العصر، حيث كفت جماعة من الأشراف التقليديين الناس مؤونة الحكم والإدارة والسياسة والاقتصاد والجيش من غير اختصاص الطائفة منهم بشأن من هذه الشؤون بل استقر الأمر على قيادة جماعية لهذه الشؤون في مكة وسواها من حواجز جزيرة العرب.